responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القرطبي المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 9  صفحة : 318
أَنْ يَكْتُبُوا كِتَابَ الصُّلْحِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ:" اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَالْمُشْرِكُونَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ إِلَّا صَاحِبَ الْيَمَامَةِ، يَعْنُونَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ، اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، وَهَكَذَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ:" اكْتُبْ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" فَقَالَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ: لَئِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَاتَلْنَاكَ وَصَدَدْنَاكَ لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عليه محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْنَا نُقَاتِلْهُمْ، فَقَالَ:" لَا وَلَكِنِ اكْتُبْ مَا يُرِيدُونَ" فَنَزَلَتْ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ حِينَ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ" [1] [الفرقان: 60] قالوا وما الرحمن؟ فنزلت. (قُلْ) لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: الَّذِي أَنْكَرْتُمْ. (هُوَ رَبِّي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وَلَا مَعْبُودَ سِوَاهُ، هُوَ وَاحِدٌ بِذَاتِهِ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَسْمَاءُ صِفَاتِهِ. (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) وَاعْتَمَدْتُ وَوَثِقْتُ. (وَإِلَيْهِ مَتابِ) أَيْ مَرْجِعِي غَدًا، وَالْيَوْمَ أَيْضًا عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَوَثِقْتُ، رِضًا بِقَضَائِهِ، وَتَسْلِيمًا لِأَمْرِهِ. وَقِيلَ: سَمِعَ أَبُو جَهْلٍ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو فِي الْحِجْرِ وَيَقُولُ:" يَا اللَّهُ يا رحمان" فَقَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَنْهَانَا عَنْ عِبَادَةِ الْآلِهَةِ وَهُوَ يَدْعُو إِلَهَيْنِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَنَزَلَ." قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ" [2] [الْإَسْرَاءِ: 110].

[سورة الرعد (13): آية 31]
وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (31)
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) هذا متصل بقول:" لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ" [يونس: 20]. وَذَلِكَ أَنَّ نَفَرًا مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ المخزوميان

[1] راجع ج 10 ص 342.
[2] راجع ج 13 ص 64.
اسم الکتاب : تفسير القرطبي المؤلف : القرطبي، شمس الدين    الجزء : 9  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست